التّضامر بين الفيزياء التقليدية والفيزياء الحديثة

في هذه الدراسة سنعيد قراءة العلاقة بين الفيزياء التقليديّة (ميكانيك نيوتن) والفيزياء الحديثة، وَفق المنظور التضامري. نبتغي من ذلك تسليط الضّوء على أمرين: أوّلها، طريقة التّعامل بالاستناد إلى النّوع الأول من التضامر (التّضامر الذاتي) وذلك لأنّ هذا التّضامر -وكما هو معروف- يكون بين الشّيء ونفسه، وفي مثالنا هذا بين علم الفيزياء ونفسه. وثانيهما، إلقاء لمحة إلى ما يمكن توقّعه أو التنبّؤ به في الفيزياء من طريق نمط القراءة هذا. وقد اخترت خمس مسائل لهذه الغاية، وكما مبين في التّفصيلات الآتية:      

أوّلًا: افتراض الزّمان والمكان المطلقان  

احتاج نيوتن([1]) فيالقرنالسابع عشر؛لفكرة أنّ الزّمان والمكان مطلقان وذلك لكييتمكّن منتحديدموقعوسرعةالأجسام المتحركة في الفضاء،إذ إنّ الزّمان والمكان إذا كانا مطلقين، فسيكوِّنان معا حقيقة موضوعية مستقلة عن أي شيء آخر له وجود. وبهذا يتمكّن من ترتيب الحوادث على وتيرة واحدة بالنسبة لأيّ مراقب أو راصد في أي بقعة من الكون ساكنة كانت أم متحركة، وعلى هذا تصبح الدقيقة التي تمر في الأرض، هي ذاتها في باطن الشمس وفي داخل أي نجم أو كوكب أو في أي مجرة بالنسبة لأي مراقب مهما كانت صفة الحركة بين المراقب والجسم المرصود، ومهما بلغ مقدار السّرعة بينهما. ولّما افترض أنّ الزّمان والمكان مطلقان، اشتق منهما مفهوم الفضاء المطلق، وهو الفضاء غير المتحرّك، أي الثّابت الموجود دون أيّ علاقة تربطه بأيّ شيء آخر كذلك.

لمّا كان التّضامر، يفترض أنّه إذا كانت هناك نظريّة فيزيائيّة تقول بالزّمان المطلق والمكان المطلق، فإنّ هذه النّظريّة تضمر لا مثيلها حتمًا، أي تضمر كلّ شيء إلّا حالة الإطلاق للزّمان والمكان. وكما مُبيّن في الآتي:

” أ ı| لا أ ← د ”   أي أنّ:

نظريّة نيوتن في الإطلاق ı| لا (نظريّة نيوتن في الإطلاق) ← الفيزياء

وتقرأ: الزّمان والمكان المطلقان يضمران تضامراّ ذاتيًّا لا مثيلهما وهما اللازمان واللامكان المطلقان، بدلالة الإطلاق، أي: أنّ مجال التّضامر هو مفهوم الإطلاق.

بتعبيرٍ آخر: يقول التّضامر «إنّ مفهوم الإطلاق للزّمان والمكان عند نيوتن يخفي في ذاته مفهوم اللااطلاق الّذي لم يكن نيوتن أو غيره مستعدين لمعرفته في عصرهم».

وقد ظلّ مفهوم الإطلاق للزّمان والمكان والفضاء سائداّ منذ القرن السابع عشر حتى ظهور النسبية الخاصة التي صاغها أينشتاين ([2]) عام (1323هـ/ 1905م). وفيها تقرّر أنّ الزمان والمكان نسبيان، أي منسوبان إلى حركة الملاحظ، وأنّ مّدة الظّواهر الطبيعيّة تختلف باختلاف موقف الذين يقيسونها، أي باختلاف سكونهم أو حركتهم بالنسبة إلى تلك الظواهر([3]).

إنّ ما عمّق مفهوم نسبية الزّمان أكثر هو أنّ معادلات أينشتاين أثبتت أنّ الفضاء والمكان يصيبهما الانحناء في حقول جاذبية الأجرام السّماويّة الهائلة الكِبر، فأينما وُجد جسم هائل الكبر، يكون الفضاء من حوله منحنيًّا، ولمّا كان المكان لا يمكن فصله عن الزّمن في هذه النّظريّة؛ فإنّ الانحناء الّذي تسبّبه الجاذبيّة لا يمكن حصره بالمكان الثّلاثي الأبعاد، بل يتوسّع إلى الزّمكان الرّباعي الأبعاد، أي أنّ الانحناءات تؤثّر في أطوال الفواصل الزّمنيّة. هنا تأتي النّتيجة الأساسيّة وهي: أنّ الزّمن لا يجري في كلّ مكان بالسّرعة نفسها، فكما يتغيّر الانحناء من مكان إلى مكان، وَفقًا لتوزّع الأجرام الكبيرة، يتغيَّر جريان الزّمن مع ذلك أيضًا([4])، وبارتباط هذه النّتائج لنظريّة النّسبيّة مع نظريّة الكم([5])، دُهش العلماء لما يجب عليهم التّصديق به والتّسليم له، إذ بات لزامًا عليهم قبول «أنّ كلّ الجسيمات يمكن أن تتحرّك نحو الأمام ونحو الوراء في الزّمن، تمامًا مثلما يمكنها أن تتحرّك يسارًا ويمينًا في المكان»([6])، وبهذا لم يعد لفرض جريان الزّمن باتّجاه واحد ذي معنى في عالم الأبعاد الرّباعيّة الزّمكان، ولم يعد ممكنًا التكلّم عن تسلسل زمني –على حد تعبير (لويس دو بروغلي) ([7])– الّذي قال: «في الزّمكان، كلّ شيء بالنّسبة لكُلّ واحد منّا يشكّل الماضي والحاضر والمستقبل، يعطى كتلة واحدة…»([8]). أي في زمكان الفيزياء النّسبويّة، يحصل التوحّد بين المكان والزّمان، ويمكن لتفاعلات الجسيمات أن تمتد في أي اتّجاه. وبهذا تكتب العلاقة السّابقة بالصيغة المكافئة لها وهي:

نظريّة نيوتن في الإطلاق ı| نظريّة النّسبيّة ← الفيزياء

لتوضيح مفهوم علاقة التّضامر هذه أكثر نقول: «لو فرضنا أنّ شخصًا كان موجودًا في أحد القرون الثّلاثة الّتي ظهرت فيها نظريّة نيوتن بما فيها من مطلقات واشتهرت، ولو كان ذلك الشّخص عارفا بمفهوم التّضامر؛ لأمكنه القول بعد قليل من التأمل: ما دامت نظريّة نيوتن تقوم على مبدأ المطلق، وما دام «كلّ شيء يضمر لا مثيله» فلا شكّ إذًا أنّ إطلاقات نيوتن ليست نهاية المطاف ولا هي قمّة العلم، إذ لا بُدّ من أن يكون وراء الإطلاق هذه إما نسبيّة وإمّا أمر آخر سيكتشف علميًّا في وقت لاحق».

في العلاقة المذكورة سلفًا، يُمكن ملاحظة أنّ شطر العلاقة القائل: لا (نظريّة نيوتن في الإطلاق) يكافئ (نظريّة النّسبيّة)، أي: أنّ نظريّة النّسبيّة هي المقصود المضمر في نظريّة نيوتن؛ وذلك لأنّ نظريّة النّسبيّة أبطلت بنسبيتها إطلاقات نيوتن الثلاثة وهي: (الفضاء المطلق) و (المكان المطلق) و (الزّمان المطلق).

ثانيًا: افتراض المرجع الكوني الثّابت

إنّ فكرة إطلاق الزّمان والمكان والفضاء مَكَّنت نيوتن من اعتبار المكان (المرجع الكوني السّاكن)، وفائدة هذه المرجعيّة السّاكنة أنّه بدلالتها يستطيع معرفة جميع الأجسام المتحركة في الكون من أعماق الذرات إلى عناقيد المجرّات بالنسبة لأيّ مراقب أينما كان ومهما كانت حاله. وهذا الأمر يفهم في التّضامر على أنّه «يضمر لا مثيله» وَفق العلاقة:

ساكن مطلق ı| لا (ساكن مطلق) ← مرجع الثّبات الكوني

أي يفترض أن يكون هناك ثابت كوني مضمر لا يتّصف بالسّكون أو الإطلاق، وقد كشفت نسبيّة أينشتاين عن هذا المرجع وهو: (الضّوء)، حيثُ أثبتت التّجارب أنّ سرعة الضّوء هي الثّابت الوحيد في الكون، ولمّا كان الضّوء متحرّكًا، فقد تبيَّن من ذلك أنّ المتحرّك حلّ محلّ السّاكن كمرجع ثابت في الكون. بهذا يُمكن أنّ تكتب علاقة التّضامر السّابقة بالشّكل:

    ساكن مطلق ı| متحرّك مطلق ← مرجع الثّبات الكوني

ولمّا أصبح مرجع الثّبات في الكون متحرّكًا، أصبحت معه جميع المفهومات والقياسات نسبيّة، سواء للرّاصد أم المرصود. على أنّ التّضامر لا يستبعد أبدًا أن يكون إطلاق الضّوء نفسه نسبيًّا أيضًا، فما دام مرجع الثّبات عند نيوتن (ساكن مطلق) فإنّ التّضامر يفترض أنّ مرجع الثّبات عند أينشتاين هو متحرّك نسبي، أي: يفترض أن تكون نتيجة التّضامر السّابقة بالصّيغة:

    ساكن مطلق ı| متحرّك نسبي ← مرجع الثّبات الكوني

وليس كما هو حاصل طوال القرن المنصرم ومطلع القرن الحادي والعشرين. إنّ هذا الافتراض قد يتصادم مع الثّوابت العلميّة السّائدة في هذه الفترة كلَّها؛ لأنّ مقتضيات نظريّة النّسبيّة ارتكزت على أساس ثبات سرعة الضّوء ثباتًا مُطلقًا لا على نسبيته، إذ–كما يقول باول ديفيز- «لا يمكن لأيّ جسيم أن يخترق جدار الضّوء أي يستحيل علينا أن نجعل الجسيم، مهما سرّعناه، يمرّ من سرعة أصغر من سرعة الضّوء إلى سرعة أكبر منها، ولإدراك هذه الاستحالة نذكر أنّ بلوغ الجسيم سرعة الضّوء يجعل كتلته لا نهائيّة الكبر؛ ما يقتضي صرف طاقة لا حدود لها كي يتسارع وإلى هذا الحدّ، وهذا شيء مستحيل»([9]).ولكن افتراضات التّضامر لا تستبعد هذا الاحتمال أبدًا، بل تعدّه ممكنًا جدًّا، والمسألة لاكتشاف لا مطلقيّة سرعة الضّوء–بحسب منطق التّضامر- مسألة وقت لا غير، شأنَّه كشأن قرون ثلاثة استغرقها العلم ليكتشف لا مطلقيّة الفضاء والزّمان والمكان.

على أنّه وفي (29/ سبتمبر/ 2011م) أعلن علماء المركز الأوروبي للأبحاث النووية”سيرن” أنّه قد تمّ كسر حاجز سرعة الضوء التي لا يمكن تجاوزها حسب النسبية الخاصة لأينشتاين. وأنّ هناك جسيمات دون ذرية تسمّى “نيوترينو” قادرة على أنّ تتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء المعروفة بأنّها الحدّ الأقصى للسرعة الكونية([10]). وأضاف البيان الصادر عن المركز أنّ نتائج تلك التجربة المعروفة باسم “اوبرا” تستند الى قياسات بالغة الدقّة استخدم فيها العلماء ساعات ذريّة وأجهزة رصد وقياس فائقة الدقة لرصد سرعة “خمسة عشر الفا من جسيمات نيوترينو” خلال مسافة “730 كيلومترا من مقر “سيرن” في جنيف الى مركز أبحاث “غرانساسو” بالقرب من روما حيث فاقت سرعة تلك الجسيمات سرعة الضوء بعشرين جزء من المليون من الثانية أي ما يعادل 60 نانوثانية([11]). غير أنّ العلماء عادوا وتراجعوا عن هذا الإعلان لأسباب فنيّة، وقد صرّح مدير بحوث سيرن (سيرجيو بيرتولوتشي) بأنّهم لا يزالون يتعاملون مع هذه القياسات بحذر شديد؛ لكونها ستغيّر نظرتهم إلى الفيزياء – كما ذكروا- إلّا أنّ ذلك لا يؤثّر شيئًا في فرضيّة التّضامر الّتي تتوقع كسر حاجز سرعة الضّوء إن عاجلًا أو أجلا. وذلك وَفقًا للصيغة: 

    ساكن مطلق ı| متحرّك نسبي ← مرجع الثّبات الكوني

ثالثًا: افتراض الفصل بين الزّمان والمكان

لمّا كان الزّمان والمكان مطلقين وثابتين أو ساكنين عند نيوتن فإنّهما منفصلان عن بعضهما بعضًا، بمعنى أنّ كلًّا منهما مستقل عن الآخر تمامًا.

إنّ فكرة الانفصال هذه امتدت لتشمل كلّ التّفصيلات الكونيّة من الفضاء الكوني إلى الحالة الذّريّة المكوّنة للبنية الماديّة؛ إذ أصبح كلّ شيء موضوعًا بالنّسبة لكَل شيء، وذلك تضمّن الفصل التّام بين ذات الرّاصد أي القائم بالتّجربة والمرصود أي مكوّنات التّجربة، والكون والخالق أيضًا. يقول (هايزنبرغ) ([12]):  «إنّ ميكانيك نيوتن وكُلّ فروع الفيزياء التقليديّة الّتي بُنيت وَفق هذا النّموذج قد انطلقت من فرضيّة إمكان توصيف العالم دون الكلام عن الله أو أنفسنا، وهذه الإمكانيّة بدت شرطًا لازمًا في العلوم الطّبيعيّة عمومًا»([13]).

إنّ افتراضات التّضامر الذّاتي تقتضي اللامثيل للفصل بين المكان والزّمان، وفق العلاقة:

المكان والزّمان ı| لا (المكان والزّمان) ← الفصل بينهما

إنّ التّضامر الذّاتي يقول هنا: «يمكن أن يكون الزّمان والمكان غير منفصلين عن بعضهما»، وقد تأكّد هذا الأمر في مفهوم الزّمكان الّذي قدّمته نظريّة النّسبيّة العامّة ([14]) أثبتت أنّ هناك ترابطًا بينهما على نحو لا ينفصل، وبهذا عُدَّ الزّمان كبعدٍ رابع يُضاف إلى أبعاد المكان الثّلاثة، وسُمِّي هذا المفهوم الجديد الجامع باسم الزّمكان؛ ما يعني أنّ الصّيغة تصبح:

المكان والزّمان ı| الزمكان ← الفصل أو الاستقلال

رابعًا: افتراض البنية الصّلبة

افترض نيوتن -كما افترض الفيلسوف (ديمقريطس) ([15]) في القرن الخامس قبل الميلاد- أنّ كلّ المواد مخلوقة من وحدات غاية في الضّآلة لا تقبل التّجزئة، أسماها ذرات، وهذه الذّرات هي الّتي لا تقبل التّغيير، فهي ذات مواصفات محدّدة كالشّكل والحجم؛ إلّا أنّها قد تتجوّل في الفراغ وتتّحد معًا بطرائق مختلفة ما يجعل الأجسام المرئية تبدو في صور متباينة، بمعنى: أنّ كلّ تغيير في العالم المرئي مبنيٌّ على إعادة ترتيب المكوّنات الثّابتة. وقد أطلق على المفهوم الجامع لثبات مكوّنات الكون غير المرئيّة ولتغير شكلها الظّاهري بتغير علاقات الارتباط فيما بينها، تسمية المادّة واعتُنِق مذهب الماديّة Materialism الّذي تزعّمه نيوتن ولخصّه قائلًا: إنّ المادّة عبارة عن «جسيمات متكتّلة (ذات كتلة) صلبة لا تقبل الاختراق، قابلة للحركة» ([16]).

في عام (1805م) نشر الكيميائي الإنجليزي” جوندالتون”([17]) نظريته القائلة” بأن المادة مؤلّفة من ذرات، ولكن ليس باعتبار الذّرّة غير قابلة للاختراق أو اللبنة الأساسيّة للمادّة بل باعتبار أنها تتكون من إلكترونات تدور حول نواة تتألف في معظم الحالات من بروتونات ونيوترونات. ومن ثم أصبح معلوما لدينا أنّ مفهوم الذّرّة المتكتلة ليست أولية بحد ذاتها، وجاء بعده”رذرفورد”([18]) ليُبيِّن أن معظم كتلة الذرة متمركزة في نواة ذات كثافة لا يمكن تخيلها، حيث تدور حولها الإلكترونات.

هذا الأمر تمّ الّتحقق منه تجريبيا مطلع القرن العشرين، عندما تمكّن الفيزيائي النيوزلندي “ارنست رذرفورد” عام(1909م)، من « قصف الذرات بجسيمات ألفا الناتجة عن نبضات إشعاعيّة، وقرّر على أساس مخطط انتشارها أن الذرات ليست كتلاً صلبة من مادة غير قابلة للانقسام كما كان بعض علماء الفيزياء يعتقد، بل أن معظم كتلتها يتركز في جسيمات تقع في نواة مركّزية محاطة بسحابة من إلكترونات متحرّكة، أخف وزناً من جسيمات النواة»([19]).

ومؤَّدى هذا الاكتشاف أنّ الذرة ليست بسدرة المنتهى، فهي بدورها مكوَّنة من أشياء سابقة عنها، أي أنّه يمكن الانتقال من الصغير إلى الأصغر، بما يمكن تسميته: الجسيمات الذّريّة. وما لبث مفهوم أوليّة الجسيمات الذّريّة ممثّلة بالإلكترونات والنّيترونات والبروتونات أن تزلزل، إذ «وبازدهار التّجارب في فيزياء الجسيمات ظهرت طائفة كبيرة من جسيمات أصغر من الذّرّة وشبكة مُذهلة من القوى، فتبيّن أنّ الفيزياء أعقد بكثير ممّا كان يتوهّم رجال العلم في عشرينييّات القرن العشرين» ([20]). لهذا أضُيف مفهوم الجسيمات ما دون ذرية أو (الدّوذريّة).

ثمّ جاءت “ميكانيك الكم” التي اشترك في صياغتها ماكس بلانك([21])وهيزنبرغ وشرودنجر([22])وديراك([23])في بداية القرن العشرين بين(1318هـ/1900–1347هـ/1928م)، فقلبت الطّاولة على مفهوم الصّلابة في البنية الأساسيّة للمادّة، حيثُ افترضت هذه النّظريّة كما يقول (شرودنغر): «إنّ الذّرّة كجملة تتألّف، لا من نواة وإلكترونات، بل من نواة وأمواج»([24])، وعلى هذا الأساس عَدّ (بور) ([25]) أنّ هاتين الصّورتين –الصّورة الجسيميّة والصّورة الموجيّة- مظهران متتامان لواقع واحد، أي: أنّ أيًّا من هذين المظهرين ليس سوى جزءٍ غير كامل من الحقيقة([26])، فبات –وفق نظريّة الكم- مفهوم البنية الأساسيّة للمادّة مختلفًا تمامًا عن السّابق، فلم تعد تلك النّظرة الّتي تتطلّب الصّلابة المتكتّلة هي النّظرة الدّقيقة لحقيقة المادّة، ومن هنا قال العلماء: «وما كنّا نعدّه أجسامًا صلبة انكشف عن تشكيلات شبحيّة لطاقة مهتزّة»([27]) تلعب فيه القوانين الاحتماليّة دورًا حاسمًا، كبديل عن القواعد السّببيّة القاطعة.

لاحظنا فيما تقدّم أنّ الميكانيك التقليديّ كان يقول «إنّ المادّة مكوّنة من جسيمات متكتّلة صلبة لا تقبل الاختراق»، فجاء الميكانيك الحديث (ميكانيك الكم) ليكشف عن لا صلابة البنية الذّريّة، وعن انفتاحها على التّقسيم والاختراق إلى أبعاد عجيبة في الصغر؛ لم يصل العلم إلى قرارها لحدّ الآن، وقد تمّ ذلك عبر سلسلة من المراحل المتتابعة، ولهذا فإنّ الفرضيّة تُعدّ مثنوية (الصّلابة – اللاصلابة) عبارة عن سلسلة تضامرات ذاتيّة متتابعة، وكما مبين في الآتي:

الذّرّة ı| اللاذرة ← البنية الذّريّة الصّلبة النّهائيّة

معنى هذه العلاقة هو أنّ مفهوم الذّرّة القائم على أساس بنية ذريّة متكتّلة يضمر لامثيله، وهو بنية ذريّة غير صلبة (قابلة للاختراق) ولا نهائيّة (تتكوّن من جسيمات أصغر)، وبالفعل اكتُشف ذلك وسميّت مكوّنات البنية الذّريّة بالجسيمات الذّريّة وهي الإلكترون والنّيترون والبروتون؛ ولهذا فإنّ علاقة التّضامر تكتب بالشّكل:

الذّرّة ı| اللاذرة ← البنية الذّريّة الصّلبة النّهائيّة

= الذّرّة ı| الجسيمات الذّريّة ← البنية الذّريّة الصّلبة النّهائيّة

ولما كان:

الجسيمات الذّريّة ← البنية الذّريّة ı| لا الجسيمات الذّريّة

فقد اكتُشف لا مثيل الجسميات الذّريّة وهي جسيمات أصغر، أطلق على بعضها تسمية (الكواركات) وسُمّيت تلك المكونات بـ (الجسيمات ما دون الذّريّة) أو (الدوذرية)، ولهذا فإنّ العلاقة:

الجسيمات الذّريّة ı| لا الجسيمات الذّريّة ← البنية الذّريّة

صارت:

الجسيمات الذّريّة ı| الجسيمات الدّوذريّة ← البنية الذّريّة

ثمّ إنّ الجسيمات الدّوذريّة تضمر لامثيلها:

الجسيمات الدّوذريّة ı| لا الجسيمات الدوذرية ← البنية الذّريّة

= الجسيمات الدّوذريّة ı| الموجة الجسيميّة ← البنية الذّريّة

دخلت الحالة الموجية عالم البنية الاساسية للمادة، وفق العلاقة:

  الموجة الجسيميّة ı| لا الموجة الجسيميّة ← البنية الذّريّة

توسّع بالفعل المفهوم الكمي لينتقل إلى نظريّة جديدة يصفها العلماء بأنّها امتداد للنّظريّة الكميّة تُسمّى النّظريّة المجالية الكمية Quantum field theory. هذه النّظريّة تذهب إلى بُعدٍ غريب، فهي ترسم صورة تختفي فيها المادّة الصّماء، وتستبدلها بتهيّج وتذبذبات غريبين للطّاقة المجاليّة. تبعًا لهذه النّظريّة فإنّ (بول ديفيز) يرى أنّه «لم يتبق إلّا القليل من التّفرقة بين جوهر المادّة والفراغ الخالي ظاهريًّا والمحيط بها الّذي هو ذاته مجال لتهيج حامي الوطيس للنّشاط الكمي»([28]).

ينتجُ من ذلك:

الموجة الجسيميّة ı| لا الموجة الجسيميّة ← البنية الذّريّة

= الموجة الجسيميّة ı| المجاليّة الكميّة ← البنية الذّريّة

بدورها المجاليّة الكميّة تضمر لا مثيلها، ولا مثيلها هي نظريّة الأوتار، وهي: النّظريّة الّتي أوصلت العلم حدّ الخيال –كما يرى العلماء- حيثُ نَظَرت لتوحيد (الفراغ والزّمن والمادّة) من طريق افتراض أنّ كلّ منهما عبارة عن ذبذبات لحلقات دون مجهرية ذات بُعد واحد تُسمّى: أوتار([29]).

فإذا كان العالم قد عدّ – كما يقول الفيزيائي (ادورد ويتن)([30])– منذ نشأة ميكانيك الكم ضبابيًّا بالنّظر إلى الماهيّة الجسيميّة، ففي النّظريّة الوتريّة يحلّ وتر كمومي صغير ضبابي محلّ الجسيم الكمومي الضّبابي، وفوق ذلك هو مهتز([31]) .

إنّ تشبيه هذه المكوّنات الأساسيّة لكلّ شيء بالأوتار يرجعُ إلى فكرة أنّ وتر الكمان يُعطي أصواتًا مختلفة بحسب الاهتزازات المختلفة، وفي حالة الوتر الفيزيائي فإنّه باهتزازاته المختلفة يُعطي جسيمات عنصريّة مختلفة، بهذا الاعتبار يكون الإلكترون والغرافيتون والنّترينو([32]) وكلّ الجسيمات الأخرى هي مدروجات مختلفة لوتر أساسي واحد تمامًا كالأصوات المختلفة الصّادرة عن وتر واحد ذي مدروجات مختلفة([33]).

إذن، علاقات التّضامر هذه تكتب بالشّكل:

المجاليّة الكميّة ı| لا المجاليّة الكميّة ← البنية الذّريّة

=المجاليّة الكميّة ı| نظريّة الأوتار ← البنية الذّريّة

ما لبثت نظريّة الأوتار الّتي تتعامل مع البنية الأساسيّة لكلّ شيء في المستوى الكمومي أن تطوّرت إلى مفهوم أوسع امتدّ ليشمل المستوى الكوني، حيثُ تناقش الفيزيائيون والفلكيون –كما يقول إدورد ويتن- عن وتر آخر أطلقوا عليه اسم الوتر الكوني، قيل عنه: «ربّما أمكن لوتر من هذا النّوع أن يمتط عبر السّماء، وأن يكتشفه الفلكيّون ذات يوم»([34]).

في هذه النّظريّة ذات المستويين المتعاظمين باتّجاهين مُتعاكسين، كان العلماء يتناقشون في ظلّ مفهوم أنّ الأوتار مغلقة؛ أي أوتار تشكّل حلقات؛ ولكن هناك نظريّة قالت بوجود أوتار مفتوحة وأوتار مغلقة، فسمّيت بنظريّة الأوتار الفائقة ([35]).

    نظريّة الأوتار ı| لا نظريّة الأوتار ← مكوّنات كلّ شيء

=  نظريّة الأوتار ı| نظريّة الأوتار الفائقة ← مكوّنات كلّ شيء

(نُلاحظ هنا تغير المحدّد؛ وذلك لأنّ الضّامر لا يتعامل مع الذّرّة بمعزل عن المحيط الكوني والزّماني لها).

يذكر الفيزيائي (جون شوارتز) ([36]) أنّ أربعة فيزيائيين من جامعة برنستون يُعرفون اليوم باسم رباعي برنستون الوتري، اكتشفوا نظريتين جديدتين أسموهما الأوتار المتغايرة Heterogeneous تمكنتا من حلّ بعض مُشكلات التّناظر في الوتريّة الفائقة ([37])؛ وهذا يعني أنّ الوتريّة الفائقة أضمرت لا مثيلها. 

  الأوتار الفائقة ı| لا الأوتار الفائقة ← مكوّنات كلّ شيء

= الأوتار الفائقة ı| الأوتار المتغايرة ← مكوّنات كلّ شيء

ولا تزال فرضيّة التّضامر تتوقّع اللامثيل للأوتار المتغايرة. مدعومة بآراء بعض العلماء مثل (ميكائيل غرين) ([38]) الّذي يقول: «إننّي شخصيًّا، لست من أنصار الرأي بوجود لبنات بناء نهائيّة»، ثمّ يُعَّقِب برأيه القائل «إنّ النّظريّة الوتريّة بما فيها من تفرّعات كثيرة وجدت لتبقى مدّة طويلة ليس إلّا، فهي عنده نظريّة جيدة للعصر الحاضر فحسب»، ولا يمنع أن يأتي أحد مستقبلًا([39]).

خامسًا: الحتميّة

مفهوم الحتمية يعني: «إنّ حالة العالم في لحظة مُعيّنة تكفي لتحديد حالته في لحظة تالية»، ولمّا كانت هذه الحالة التّالية تحدّد حالات تالية أيضًا؛ فالنّتيجة الّتي تترتّب على ذلك هي أنّ أي شيء سيحدث يومًا ما في مستقبل العالم، معيّن تعيينا كليًّا بحالته الرّاهنة» ([40]). وهذه أحد أهم نتائج النّظرة الآليوية الماديّة النيوتنيّة الّتي ظلّ العلماء يُفاخرون بها قرونًا من الزّمان.

تضامريًّا، يفترض أنّ الحتمية تضمر اللاحتمية، وَفق العلاقة:

الحتميّة ı| اللاحتميّة ← حالة المادّة الذّريّة

 لقد أقرّ العلماء فعلًا بذلك بعد اكتشاف ميكانيك الكم «والّذي اتّضح أنّ في الكون لا حتمية متأصّلة في أساسه العميق» ([41])، أي في بنيته الذّريّة الأساسيّة.

 هنا للمرء أن يتساءل: إذا كانت الحتميّة تعني الدّقة المطلقة، وأتت اللاحتمية لتعني المصادفة المطلقة، ألا يدلّ على أنّ التّضامر عبارة عن مقاربة بين متناقضات؟

الواقع إنّ التّضامر ليس تلك المقاربة الحديّة بين المتناقضات، فمفهوم التّضامر قد يتضمن –جزئيا– المتناقضات؛ ولكنّه في معناه العام ولا ينحصر به أبدًا ([42]).

فيما يتعلّق بالمقابلة بين الحتميّة واللاحتمية، فإنّ اللاحتمية عند العلماء لم تعنِ النّقيض المطلق (المصادفة المطلقة) للحتميّة، إذ وكما يرى علماء الكم «إنّ الاحتمالات النّسبيّة لمختلف الأوضاع الممكنة تظلّ محدودة. حتّى وإن كان ما سيحدث في حالة معيّنة غير معروف؛ ما يجعل الطّبيعيّة تبدو على وفاق مع القوانين الحتميّة» ([43]).

 بتعبيرٍ آخر: إنّ حالة العالم في لحظة ما تحتمل أمرين، ولا يعرف أي الأمرين سيحصل لاحقًا، ولكن يُعرف أنّه سيحدث إمّا هذا وإما ذاك، وفي حالة حصول أحد الأمرين فانّ احتمالين آخرين ينفتحان، وهكذا. ما يعنيه ذلك أنّ الحتمية لم تُلغَ تمامًا، إضافةً إلى أنّ اللاحتمية لم تثبت تمامًا، هناك نسبة متردّدة بين الممكن والواقع وفيها تجري الأحداث.

هذا المعنى لمفهوم اللاحتمية يتطابق تمامًا مع مفهوم التّضامر الّذي يقضي بأنّ المضمر لا يشترط فيه أن يكون نقيضًا للمظهر بل هو في حقيقة الأمر ما وراء المظهر. بل يمكن التوسّع والقول: إنّ هذه العلاقة بين الحتميّة واللاحتميّة هي التّجسيد المنطقي الدّقيق لمفهوم فرضية التّضامر، إذ إنّ التّضامر يذهب إلى أنّ كلّ مظهر ليس حتميًّا بالمعنى المطلق بالنسبة لمفهومه الذّاتي، إنّما هو حتميّ بالمعنى الاحتمالي، إضافةً إلى أنّ المضمر لا يشترط أنْ يكون نقيضًا للمظهر بل هو القانون الإحصائي أو الاحتمالي للمظهر.

سادسًا: اليقين

اليقين العلمي هو أمر مترتّب على الحتميّة العلميّة، فلا مُصادفة في الكون، وكلّ شيء يتحرّك مثل السّاعة.

وفي مقابل اليقين القائم على الحتميّة، برز مبدأ “اللايقين” أو “الإرتياب” الّذي يتساوق مع “اللاحتمية. ويعتبر هذا المبدأ من أهم المبادئ في نظرية الكم بعد أن صاغه العالم الألماني هايزنبرج عام (1343هـ/ 1925م). وينصّ هذا المبدأ على أنّه لا يمكن تحديد خاصيتين مقاستين من خواصّ جملة كموميّة إلاّ ضمن حدود معينة من الدقّة، أي أنّ تحديد إحدٌ الخاصيتين بدقة متناهية (ذات عدم تأكد ضئيل) يستتبع عدم تأكّد كبير في قياس الخاصية الأخرى. فهذا المبدأ معناه أنّ الإنسان ليس قادرا على معرفة كل شيء بدقة 100%. ولا يمكنه قياس كُلّ شيءٍ بدقة 100%، إنّما هناك قدر لا يعرفه ولا يستطيع قياسه.

إن نتائج هذا المبدأ شيء هائل حقاً، فهو يعني أنّ القوانين الأساسيّة للفيزياء تمنع أي عالمٍ مهما كانت له ظروف مثالية من الحصول على أيّة معلومات مؤكّدة تماما. ومعنى ذلك أنّه لا يستطيع أن يتنبّأ بحركة الأشياء مستقبلاً بدقة متناهية، بل تظلّ هناك نسبة ولو صغيرة من عدم التأكد؛ مهما كان الإحكام وتطوير وسائلنا في القياس فلن يمكننا ذلك من التوصّل إلى معرفة كاملة للطبيعة من حولنا. وقد وصفها يزنبرغ عدم سريان المقولة “إنّنا نستطيع التنّبؤ بالمستقبل إذا عرفنا الماضي بدقة كبيرة”وقال: “إنّ سبب عدم استطاعتنا معرفة المستقبل تنبع من حقيقة عدم استطاعتنا معرفة الحاضر بدقة”.

ومبدأ عدم التأكد، أو عدم اليقين معناه أنّ علم الفيزياء لايستطيع أن يفعل أكثر من أن تكون لديه تنّبؤات إحصائية فقط. فالعالم الذي يدرس النشاط الإشعاعي للذرات مثلا، يمكنه أن يتنبأ فقط بأنّ من كل ألف مليون ذرة راديوم مليونين فقط سوف يصدران أشعة جاما([44])في اليوم التالي، لكنه لايستطيع معرفة أي ذرة من مجموع ذرات الراديوم سوف تفعل ذلك. ويمكننا القول “أنّه كلما زاد تعدد الذرات كلما قلّ عدم التأكد وكلما نقص عدد الذرات كلما زاد عدم التأكد. وكانت هذه النظرية مـُقلقة للعلماء في وقتها لدرجة أن ّعالماً كبيراً بثقل آينشتاين قدر فضها أولّا لأمر. قائلا: “إن عقلي لايستطيع أن يتصور أن الله يلعب النرد بهذا الكون”. ومع ذلك فإن العلماء لم يجدوا أمامهم إلاّقبول هذه النظرية والت  ي وضّحت للإنسان خاصية هامة من خواصّ هذا الكون([45]).

رأينا أنّ الحتميّة كانت تقتضي أحكامًا ثابتة محدّدة (يقينيّة)، فلمّا جاء لا مثيلها اللاحتمية انتقلت الأحكام إلى مفهوم الارتياب (اللايقين)، وهو ما يكتب بالعلاقة:

اليقين ı| اللايقين ← ميكانيك نيوتن

= اليقين← ميكانيك نيوتن ı| مبدأ الارتياب

لا يزال هذا المبدأ مرجعًا علميًّا ثابتًا في المستوى الكمومي، غير أنّ فرضيّة التّضامر تفترض أنّ مبدأ الارتياب «يضمر لا مثيله» أي «لا مبدأ الارتياب»، ولا يعلم الباحث بما يتوفّر لديه من مصادر إن اكتُشف هذا المضمر أم لا؛ ولكنّه -واستنادًا إلى الفرضيّة- يتوقّع اكتشافه إن عاجلًا أو آجلا.

* * *

إنّ ممّا تبيّن لنا في هذه الدّراسة هو: الآليّة الّتي بالإمكان توظيفها لقراءة مختلف العلوم والنّظريات قراءة تضامريّة ذاتيّة، كما سجّلت هذه القراءة التوقّعات الآتية:

  1. التّوقّع باكتشاف لا مطلقيّة سرعة الضّوء. أي إمكانية أن تُكتشف جسيمات تنطلق بسرعة أسرع من سرعة الضّوء.
  2. التّوقّع باكتشاف لا مثيل الأوتار المتغايرة.
  3. التّوقّع بأن يسلّم العلم بالحتميّة الاحتماليّة، الّتي تختلف عن النّظرة القديمة القائلة بالحتميّة المطلقة، وتختلف أيضًا عن النّظرة الحديثة القائلة باللاحتمية المطلقة.

4. التّوقّع باكتشاف اللامثيل لمبدأ الارتياب، وهذا اللامثيل يتمثّل بمعرفة نظرة جديدة تستطيع التفسير من دون الاعتماد على النّظريّة الكميّة اعتمادًا كليًّا بل نسبانويًّا.


[1]– نيوتن، السير اسحاق: (1643م-1727م)، رياضي وفيزيائي إنكليزي. وضع النّظريّة الجسيمية في الضّوء، وقانون الجاذبيّة العام، وقوانين الحركة، من أشهر مصنّفاته: علم البصريّات. انظر: منير البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص462.

[2]– أينشتاين، ألبرت، (1879م-1955م)، عالم في الفيزياء النظرية. ولد في ألمانيا، لأبوين يهوديين، وحصل على الجنسيتين السويسرية والأمريكية. يشتهر أينشتاين بأنه واضع النظرية النسبية الخاصة والنظرية النسبية العامة الشهيرتين اللتين حققتا له شهرة إعلامية منقطعة النظير بين جميع الفيزيائيين، حاز في العام(1921م)، على جائزة نوبل في الفيزياء. منير البعلبكي، معجم اعلام المورد، ص14.

[3]– د. مُحمّد عبد الرحمن، أينشتاين والنّظرية النّسبيّة، دار القلم، بيروت، ط7، (1974م)، ص60.

[4]– التصوفالتّصوّف الشرقي والفيزياء الحديثة، مصدر سابق، ص 177. وانظر: د. جميل صليبا، المعجم الفلسفي، ج2 ص479.

[5]– نظريّة الكم أو ميكانيكا الكم: نظريّة فيزيائية أساسية، جاءت كتعميم وتصحيح لنظريات نيوتن الكلاسيكية في الميكانيكا.  وخاصة على المستوى الذري ودون الذري. تسميتها بميكانيكا الكم يعود إلى أهميّة الكم في بنائها (وهومصطلح فيزيائي يستخدم لوصف أصغر كمّية يمكن تقسيم الأشياء إليها، ويستخدم للإشارة إلى كميات الطاقة المحددة التي تنبعث بشكل متقطع، وليس بشكل مستمر). كثيرا ما يستخدم مصطلحي فيزياء الكم والنظرية الكمومية كمرادفات لميكانيكا الكم. وبعض الكتّاب يستخدمون مصطلح ميكانيكا الكم للإشارة إلى ميكانيكا الكم غير النسبية. انظر: روبرت م. اغروس، العلم في منظور جديد، ص140.

[6]– التّصوّف الشّرقي والفيزياء الحديثة، مصدر سابق، ص 186

[7]– بروي، لويسدي، فيزيائي فرنسي، تلميذ وصديق آينشتاين، حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام (1929م)، تولّى منصب سكرتير الأكاديمية الفرنسية للعلوم. ولد عام (1892م-1987م). ساهم في نظرية الكم، وهو صاحب الافتراض مثنوية موجة-جسيم للإلكترون، وقد وصل عام (1924م) لهذا الافتراض علي أساس أعمال أينشتاين المتعّلقة بإثارة الإلكترونات بواسطة الضوء وأعمال ماكس بلانك الألماني الذي وضع أساس نظرية الكم. في عام (1922م) حصل على الدكتوراه في الفيزياء الذرية. انظرانظر: موسوعة ويكيبيديا، انترنت.

[8]– التّصوّف الشرقي والفيزياء الحديثة، مصدر سابق، ص 186.

[9]– الأوتار الفائقة، مصدر سابق، ص17.

[10]– انظر نصّ البيان في رابط موقع المركز الأوربي للأبحاث النّووية (سيرن):

http://cdsweb.cern.ch/record/1386196/

[11]– يذكرانتجربة (اوبرا) بالمركزالاوروبي للأبحاث النووية بدأت عام (2006م) لدراسة تذبذب النيوترونات بين حالتي (ميون) و(تاو)  .. ويصف العلماء (نيوترينو) كجسيم أولي أصغر كثيرا جدا من الالكترون وليست له شحنة كهربية وتفاعله مع المادة ضعيف جدا استنبط العلماء وجوده بعد رصد ظاهرة تحلل بعض النظائرالمشعة عن طريق اطلاق أشعة ( بيتا )  وذلك استنادا الى نظرية العالم الأمريكي فول فغانغ باولي عام (1930م) بوجود جسيم صغير يحمل طاقة ناقصة لا يمكن رصدها واطلق عليها اسم (نيوترينو). انظر: http://cdsweb.cern.ch/record/1386196/

[12]– هيزنبرج، فرنركارل، (1901م- 1976م) كان فيزيائيًا ألمانيًا وحائزًا على جائزة نوبل عام (1932م). اكتشف أحد أهم مبادئ الفيزياء الحديثة وهو مبدأ عدم التأكد. من مؤلفاته: الجزء والكُلّ، الفلسفة والفيزياء، الطبيعة في الفيزياء. انظرانظر: منير البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص470.

[13]– فيزياء وفلسفة (ثورة في الفيزياء الحديثة)، مصدر سابق، ص 66.

[14]– نظرية النسبية العامة: هي النّظريّة الّتي وضعها “أينشتاين” عام (1913م)، لتفسّر جميع ظواهر العالم المادي، ولاسيّما ظاهرة الجاذبية، بالخواص المحلية للمتصل المكانيـك الزماني، وهو المتصل الذي لايتّصف بما يتصّف به الزمان والمكان الرياضيان من التجانس، لأنه ملتو، ومقوّس وذو أربعة أبعاد. وهي تؤكد أن الأجسام المادية تولد انحناءً في الفضاء يكون مجالاً للجاذبية، وأنّ مسار جسم في هذا المجال يحدده هذا الانحناء، فينبغيلنا إذن أن نستبدل بفكرة الزمان المطلق فكرة الزمان المحلي، وبفكرة المكان المتجانس فكرة الفضاء المقوس، الذي هو متناه وغيرمحدود. انظر: د. جميل صليبا، المعجم الفلسفي، ج2 ص479.

[15]– ديمقريطيس، فيلسوف يوناني عاش في القرن الخامس قبل الميلاد (460 – 370 ق.م) أصله من مدينة عبد يرا على الشاطئ الشمالي لبحر إيجه. شارك بتأسيس المذهب الذرّي حيث آمن بأن المادة تتكون من ذرات تتحرك في مجال فارغ. عالج في مؤلفاته الّتي بلغت ثلاثة وسبعين، فروع المعرفة الانسانية على اختلافها. منير البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص170.

[16]– انظر: أسطورة المادّة، صورة المادّة في الفيزياء الحديثة، بول ديفيز وجون جريبين، ترجمة م. علي يوسف علي، الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، ص16. 

[17]– دالتون، جون، (1766م-1844م) كيميائيبريطاني. من إنجازاته: النّظريّة الذّريّة في الكيمياء، نظام جديد للفلسفة الكيمائيّة. انظر: منير البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص184، موسوعة ويكيبيديا، انترنت.  

[18]– رذرفورد، أرنست، ولد العالم الإنجليزي الأصل في نيوزيلندا عام(1871م)، التحق بـجامعة ويلنجتون وتخصّص في الرياضيات والفيزياء. حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام(1908م) لجهوده في مجال النشاط الإشعاعي، كما حصل على لقب “فارس” عام(1914م)، وحصل كذلك على وسام فرنكلن سنة(1924م). كما عين رئيسًا لمعمل كافنديش خلفا للعالم جون جوزيف تومسون، وحصل على لقب “بارون” عام(1931م)، تقديرًا لإسهاماته العظيمة، توفي عام(1937م) في كامبريدج. منير البعلبكي، معجم اعلام المورد، ص206. موسوعة ويكيبيديا، انترنت.

[19] – بولديفز، القوة العظمى، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، ص 23 – 26.

[20]– الأوتار الفائقة، مصدر سابق، ص12

[21]– ماكسبلانك؛ (1858م-1947م)، عالم فيزياء ألماني، مؤسّس نظرية الكم، وأحد أهم فيزيائي ّالقرن العشرين. منح جائزة نوبل في عام (1918م). منير البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص109. موسوعة ويكيبيديا، انترنت. 

[22]– شرودنغر، إرفين، (1887م-1961م) هو فيزيائي نمساوي معروف بإسهاماته في ميكانيكا الكم وخصوصا معادلة شرودنجر والتي حاز من أجلها على جائزة نوبل في الفيزياء عام (1933م).

أشهر أعماله تتعلّق بابتكار رياضة بحتة جديدة تستطيع وصف حالات الإلكترون الكموميّة في ذرة الإيدروجين، وتسمّى ميكانيكا الكم. استطاع شرودنجر تفسير طيفا لإيدروجين عن طريق حلّ معادلته الشهيرة المسمّاة معادلة شرودنجر وذلك عام (1926م). انظر: منير البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص259. موسوعة ويكيبيديا، انترنت. 

[23]– ديراك، (1902م-1984م)، كان فيزيائي بريطاني وأحد مؤسسي ميكانيكا الكم. قام بتطويرنظرية فزيائية أعمّ تشمل في صلبها نظريات هايزنبغ وشرودنغر كحالات خاصة. اعتمد على أعمال باولي لاشتقاق معادلة ديراك. بدأت شهرة ديراك عن طريق استنباطه عام (1928م)، للوصف الرياضي الدقيق للجزيئات الأوليّة التي انسجمت مع كلاً من ميكانيكا الكمو النظرية النسبية. انظر: منير البعلبكي، معجم اعلام المورد، ص195. موسوعة ويكيبيديا، انترنت. 

[24]– فيرنر هايزنبرغ، فيزياء وفلسفة (ثورة في الفيزياء الحديثة)، ص 23.

[25]– بور، نيلز هنريك دافيد، (1885م-1962م)، فيزيائي دانماركي، أسهم بشكل بارز في صياغة نماذج لفهم البنية الذرية إضافة إلى ميكانيك الكم وخصوصا تفسيرها لذي ينادي بقبول الطبيعة الاحتمالية التي يطرحها ميكانيكا الكم، يعرف هذا التفسير بتفسير كوبنهاغن. كان رئيس لجنة الطاقة الذرية الدنماركية ورئيس معهد كوبنهاغن للعلوم الطبيعية النظرية، حصل على الدكتوراه في الفيزياء عام(1911م)، ثم سافرإلى كمبريدج حيث أكمل دراسته تحت إشراف العالم طومسون الذي اكتشف الإلكترون، وبعدها انتقل إلى مانشسترليدرس على يد العالم أرنسترذرفورد مكتشف نواة الذرة، وسرعان ما اهتدى بورإلى نظريته عن بناء الذرة. ففي(1913م) نشر بور بحثاَ تحت عنوان: عن تكوين الذرة والجسيمات في المجلة الفلسفية، ويعتبرهذا البحث من العلامات في علم الفيزياء. منير البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص116. موسوعة ويكيبيديا، انترنت.

[26]– فيزياء وفلسفة (ثورة في الفيزياء الحديثة)، مصدر سابق، ص 24.

[27] – بول ديفز، القوة العظمى، مصدر سابق، ص 51.

[28]– انظر: بول ديفيز وجون جريبين، أسطورة المادّة، صورة المادّة في الفيزياء الحديثة، ص18 -19.

[29]– انظر: الأوتار الفائقة، مصدر سابق، ص77

[30]– ويتن، إدوارد، (1951م)، فيزيائي أمريكي متخصص في الفيزياء النظرية وبالأخص الفيزياء الرياضية ويشغل حاليًا منصب أستاذ الفيزياء الرياضية في معهد الدراسات المتقدمة الأمريكي. يعد ويتن من كبار الباحثين في نظرية الأوتار الفائقة ونظرية الجاذبية الكمية، وغيرها من مجالات الفيزياء الرياضية. ويعتبره بعض أقرانه واحدًا من أعظم علماء الفيزياء الأحياء، بلخليفة ألبرت أينشتاين، وفي عام(1990م)، حصل على وسام فيلدزمن قبل الاتحاد الدولي للرياضيات، وهو أعلى تكريم في الرياضيات، ويعتبر في كثيرمن الأحيان مايعادل جائزة نوبل في الرياضيات، وهو الفيزيائي الوحيد الذي نال هذا الوسام. انظر: الأوتار الفائقة، مصدر سابق، ص89. موسوعة ويكيبيديا، انترنت.

[31]– الأوتار الفائقة، مصدر سابق، ص91.

[32]– الالكترون: هو جسيم دون ذري، مكون للذرة ويحمل شحنة كهربائية سالبة. ولم يكن من المعروف بأن لدى الذّرّة مكونات أو جسيمات أصغر، لذا فقداعتبرت الالكترونات بأنها جسيمات أولية.

لجرافيتون: هو جسيم أولي يقوم بنقل قوة الثقالة في جمل الثقالة الكمومية.

النترينو: النيوترينو: يعتبر جسيم أولي أصغر كثيرا جدا من الإلكترون، وليست له شحنة كهربية. حتى الآنلمينجح العلماء في قياس النيوترينو لأن تفاعله مع المادة ضعيف جدا.

انظر: الأوتار الفائقة، مصدر سابق، ص205، 207. موسوعة ويكيبيديا، انترنت.

[33]– المصدر نفسه، ص91.

[34]– المصدر نفسه، ص92.

[35]– الأوتار الفائقة، مصدر سالق، ص92.

[36]– شوارتز، جون، استاذ في قسم الفيزياء بمعهد كاليفورنيا التقاني (كالتيك)، كانت اعماله في نظريّة الأوتار مع ميكائيل غرين هي الّتيالّتي دفعت هذه النظريةالنّظريّة إلى مصافي النظريات العصرية. أنظرانظر: الأوتار الفائقة، مصدر سابق، ص73.

[37]– نظرية الأوتار الفائقة محاولة لشرح طبيعة الجسيمات الأولية والقوى الأساسية في الطبيعة ضمن نظرية واحدة عن طريق نمذجتهم جميعا في إطار اهتزازات لأوتارفائقة التناظر شبيهة بالأوتار في نظرية الأوتار. تعتبر هذه النظرية إحدى النظريات الواعدة المرشحة لحل إشكالية الثقالة الكمومية. مصطلح “نظرية الأوتار الفائقة” هي اختصار لعبارة “نظرية الأوتار فائقة التناظر” أي انها تختلف عن نظرية الأوتار البوزونية التي تتضمن دور اللفرميونات مع التناظر الفائق. انظرانظر موسوعة ويكيبيديا، انترنت.

[38]– غرين، ميكائيل، استاذ في قسم الفيزياء بمعهد الملكة ماري في لندن. واحد من رواد النظرية النّظريّة الوتريّة الحديثة. انظر: الأوتار الفائقة، مصدر سابق، ص103.

[39]– انظر: المصدر نفسه، ص 129

[40]– الله والعقل والكون، مصدر سابق، ص 25.

[41]– الله والعقل والكون، مصدر سابق، ص 26

[42]– للمزيد حول علاقة مفهوم التّضامر بالتّناقض انظر: القسم الثّاني – الفصل الأول – مفهومات أساسيّة – حول مفهوم التّناقض.

[43]– الله والعقل والكون، مصدر سابق، ص 26

[44]– أشعة غاما هي أشعة كهرومغناطيسية، تم اكتشافها سنة(1317هـ/1900م)، على يد العالم الفرنسي فيلارد. وهي نتاج للتفاعلات النووية التي غالبا ماتحدث في الفضاء، كما تنتج أيضا من العناصر المشعة مثلا لليورانيوم وباقي النظائر المشعة. انظر: موسوعة ويكيبيديا، انترنت.

[45]– فيزياء وفلسفة (ثورة في الفيزياء الحديثة)، مصدر سابق، ص 27، 67. موسوعة ويكيبيديا، إنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *