منهج التّضامر

المقصود ب منهج التّضامر هو الآليّة الّتي يُوظّف فيها البعد الفلسفي لهذه النّظرة في التّحليل وبناء العلاقات والاستنتاج. لتحقيق ذلك؛ ينبغي مراعاة بعض المتطلّبات الضّرورية ودراستها، وهي:

  • تصنيف العلوم حسب مراتب التّضامر.
  • قواعد الاستدلال.
  • آليّة العمل في العلاقات التّضامريّة.

جدول تصنيف العلوم

تُقام عادة علاقات تضامر بين العلوم اللامتماثلة، أو بين موضوعاتٍ منها، وكلّ واحد من العلوم يندرج عادة تحت مرتبة من مراتب التّضامر؛ لذا من المهم معرفة مرتبة أهم العلوم وقياس البقية عليها ليتمكّن الباحث من استنتاج قاعدة الاستدلال بوجهٍ صحيح، ومن ثمّ إقامة علاقة التّضامر.

للقيام بتصنيف العلوم اعتمدنا معيارًا محدّدًا، كان بمنزلة الإجابة عن السّؤال الآتي: ما الشيء الّذي يتعلّق به العلم أو شطرًا من العلم في القضيّة موضع البحث؟ فإن كان التعلّق قائم بذات الإنسان صنّفناه على أنّه من مرتبة الإنسان، وإن كان متعلّقًا بالإبداع والابتكار أو الإنتاج؛ صنّفناها على أنّه ضمن مرتبة النّتاج، وهكذا. مثلًا: نعلم أنّ الفيزياء تتعلّق بالطّبيعة؛ لذا صنّفناها ضمن مرتبة الطّبيعة؛ ولكنّنا نعلم –أيضًا- أنّ شطر الفيزياء المتعلّق بالعلوم التّطبيقيّة يتعلّق بالإنتاج والابتكار، فذلك الشّطر يكون ضمن مرتبة النّتاج. في مثال آخر، نعلم أنّ الفلسفة منها ما يتعلّق بالإلهيّات ومنها ما يتعلّق بالإنسانيّات ومنها ما يتعلّق بالطّبيعة؛ لذا فكلّ شطر منها يندرجُ ضمن المرتبة الخاصّة به. وعلى هذا الجدول المرفق، هو حالة تقريبيّة وليس حدّية، بمعنى: أنّه قابل للتّحديث بما يتناسب وطبيعة تعلّق أي شطر من العلوم بالمرتبة الخاصّة به. وفيما يأتي الجدول الافتراضي لتصنيف العلوم بحسب المراتب:

مرتبة الألوهيّة مرتبة الطّبيعة مرتبة الإنسان مرتبة القرآن مرتبة النّتاج
الأديان– اللّاهوتي الفيزياء الاجتماع النّص القرآني الآداب
الكلام – الإلهيّات الكيمياء النّفس علم التفسير النّحت
الفلسفة –الإلهيّات الجيولوجيا الفلسفة –الإنسانيّات علم التأويل الرّسم
التصوّف –الإلهيّات الأحياء التصوف -الانسانيّات علوم القرآن الفن
العرفان –الإلهيّات الفلك القانون   الثقافة
  يتفرّع منها اللّغة   التكنولوجيا
  العلوم الطبيّة الإعلام    
  العلوم الزّراعيّة التّاريخ    
  علم الجغرافيا السّياسية    
  الأرصاد الجويّة      
  يلحق بها      
  الفلسفة -الطّبيعيات      
  التصوّف -الطّبيعيّات      
  الرّياضيّات      
  المنطق      
  الاقتصاد      
  علم الكلام –الدّقيق      

في جدول تصنيف العلوم يُمكن ملاحظة ما يأتي:

(1) عندما نقول مثلًا: الكلام ı|ıالثّقافة ← جليل الكلام.

فالمقصود أنّ هناك تضامرًا بين مرتبة القرآن ومرتبة النّتاج.

عندما نقول: إنّ هناك تضامرًا بين ميكانيكا الكمّ والوعي الإنساني؛ فإنّنا نعني بذلك علاقة التّضامر بين مرتبة الطّبيعة ومرتبة الإنسان؛ لأنّنا نعلم أنّ ميكانيكا الكم من أقسام الفيزياء وهي من علوم الطّبيعة، وأنّ دراسة الوعي الإنساني من ضمن علم النّفس وهو من مرتبة الإنسان.

لذا فإنّ الصّياغة الّتي بشكل:

ميكانيكا الكم ı|ı الوعي الإنساني ← د

تكون كأنّها بالشّكل:

الطّبيعة (الفيزياء) ı|ı الإنسان (علم النّفس) ← د

(2) ينضوي ضمن المرتبة الإلهيّة علوم تتميّز بكونها تتناول موضوعاتٍ ما غير الطّبيعة وتهتم بمباحث الوجود المطلق وعمّا يتعلّق بأمور غير مادِّيّة كالواجب الوجود ويدخل فيها البحث في الرّوح وجميع الغيبيات.

(3) يُلاحظ في مرتبة النّتاج أنّها تتضمّن فنون وآداب تدرج في العادة ضمن العلوم الإنسانيّة؛ ولكنّنا ميّزناها بمرتبة متفردة؛ وذلك لأنّنا نُميّز بين العلوم الموضوعيّة الّتي يقوم بها الإنسان وبين تلك الذاتيّة الّتي يُبدع هو في إنتاجها وإضافتها للعالم.  

(4) ينبغي في أثناء بناء علاقات التّضامر الانتباه إلى التّحوّل من العام إلى الخاص. بتعبيرٍ آخر: التسلسل التّنازلي من الأعمّ إلى الأخص، ومثال ذلك:

الألوهة – الصّفات – القدرة – من حيث الخلق

الطّبيعة – علم الفيزياء – الذّرة -الإلكترون

الإنسان – العقل – الوعي – الوعي الجمعي

القرآن – السّورة – الآية -الكلمة

النّتاج – الآداب – الشّعر – الشّعر الحر

كما هو واضح من هذه التسلسلات فإنّ صياغة علاقة التّضامر قد تتطلّب عددًا من التدرّجات لكي تحصر القضيّة في حدودها المناسبة، وينضوي ضمن مفهوم التّخصيص هذا تفرّعات العلوم، ومثال ذلك:

علم الفيزياء – علم الفيزياء الحديثة – ميكانيكا الكم – علم المعلومات الكميّة 

علم الإنسان – علم النّفس – علم النّفس الفيزيائي – علم قياس الضّوء – الفضاء اللّوني

وهكذا يتم التّخصيص بحسب الحاجة إليه في الفكرة. وفقًا لذلك تكون صياغة علاقة ما:

الفيزياء-الكم← المعلومات ı|ı الإنسان-علم النّفس الفيزيائي ← قياس الضّوء

قواعد الاستدلال

هي عبارة عن قيم احتماليّة، تُساعد على تحديد مسار الاستنباط في قوانين التّضامر، فمَثل قواعد الاستدلال في التّضامر كمثل قواعد المنطق الّتي تُساعد المشتغلين فيه على تصحيح أفكارهم وتعديل مساراتها وفقًا لها. أو مثلها كمثل قواعد اللّغة الّتي تُساعد على ضبط النّحو ضبطًا مُلائمًا.

جداول قواعد الاستدلال:

جدول قواعد الاستدلال
المجال نوع المجال ت قواعد الاستدلال
1  

[الألوهيّة← الطّبيعة]

1 ع أ ‡ ع ب ← دأ ، د ب طردي بلا
2 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي بلا
3 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي بلا
2  

[الألوهيّة←الإنسان]

1 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب طردي بلا
2 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي بلا
3 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي بلا
 

3

 

 

[الألوهيّة← القرآن]

1 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب طردي بلا
2 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي بلا
3 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي بلا
 

4

 

[الطّبيعة← الإنسان]

1 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب طردي بلا
2 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي بلا
3 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي بلا
 

5

 

[الطّبيعة← التكنولوجيا]

1 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب طردي بلا
2 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي بلا
3 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي بلا
 

6

 

[الإنسان← التكنولوجيا]

1 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب طردي بلا
2 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي بلا
3 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي بلا
 

 

 

7

 

 

 

 

[الطّبيعة← القرآن]

4 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
5 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
6 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
7 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
8 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
9 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
 

 

 

8

 

 

 

[الإنسان← القرآن]

4 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
5 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
6 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
7 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
8 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
9 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
 

 

 

9

 

 

 

[القرآن← التكنولوجيا]

4 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
5 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
6 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب طردي لا مفارق
7 ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
8 ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
9 ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب عكسي مفارق
+1

المجال نوع المجال ت قواعد الاستدلال
 

10

 

[الألوهيّة← الألوهيّة]

 

 

1

 

 

ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب

 

 

طردي

 

 

بلا

 

11

 

[الطّبيعة← الطّبيعة]

 

 

2

 

 

ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب

 

 

طردي

 

 

بلا

 

12

 

[الإنسان← الإنسان]

 

13

 

[القرآن← القرآن]

 

3

 

ج أ ‡ع ب ← دأ، د ب

 

طردي

 

بلا

 

14

 

[الّنتاج← النّتاج]

تحليل جداول قواعد الاستدلال

 

مجال العلاقة أي مجال علاقة التضامر، والمقصود بالمجال هو مدى الارتباط بين مراتب التضامر كأن يكون من مرتبة الطبيعة الى مرتبة الانسان مثلا، ويكتب المجال عادة بالصورة: [الطّبيعة←الإنسان]
المجال وترمز الى تسلسل مجال العلاقة، اذ للمجالات خصائص، ومعرفة التسلسل ضروري لنقرأ العلاقة في ضوء تلك الخصائص، ويكتب التسلسل مع المجال بالشكل: (1): [الطّبيعة←الإنسان]
ت وترمز الى رقم تسلسل قاعدة الاستدلال ضمن مجال معين.
قاعدة الاستدلال وهي ما يستدل بها على نوع العلاقة وقراءة المعطيات وفقا لها، مثل:

ع أ ‡ ع ب ← دأ، دب

وتقرأ: معلوم المرتبة الأولى يتكامل تضامريا مع معلوم المرتبة الثانية بدلالة تابعة للأولى، وبالعكس.

ع أ ‡ ج ب ← دأ، دب

وتقرأ: معلوم المرتبة الأولى يكشف تضامريا معلوم المرتبة الثانية بدلالة تابعة للأولى او الثانية.

ج أ ‡ ع ب ← دأ، دب

معلوم المرتبة الثانية يكشف تضامريا معلوم المرتبة الأولى بدلالة تابعة للثانية او الاولى.

طردي يعني أنّ التّناسب بين معلومات المراتب هو تناسب متناظر تشابهيًّا؛ إذ المجهول يكون على وتيره المعلوم. أي: أنّ المُضمر يكون: نظيرًا تشابهيًّا نسبويًّا للمظهر.
عكسي يعني أنّ التّناسب بين معلومات المراتب هو تناسب متناظر لا تشابهيًّا؛ إذ المجهول يكون على وتيرة لا تماثل المعلوم. أي أنّ المُضمر يكون: نظيرًا لا تشابهيًّا نسبويًّا للمظهر.
بلا أي أنّ قاعدة الاستدلال تتناول مجالًا (مراتب) ليس فيه بُعد مفارق.
لا مفارق أي أنّ قاعدة الاستدلال تتناول مجالًا (مراتب) فيها بُعد مفارق؛ ولكن هذه القاعدة تتناول الجانب اللامفارق في العلاقة التضامريّة.
مفارق أي أنّ قاعدة الاستدلال تتناول مجالًا (مراتب) فيها بُعد مفارق، وهذه القاعدة تتناول الجانب المفارق في العلاقة التضامرية.
+1 أي أنّ هذا الجدول منفتح على احتمالات أخرى شريطة أن تكون على الوتيرة نفسها.

 

خصائص قواعد الاستدلال

* ذكرنا في خصائص مراتب التّضامر أنّ مرتبة القرآن الكريم تتفرّد بكونها (مفارقة لا مفارقة)؛ وذلك لأنّها في تكوينها جامعة من حيث المعنى للأصل الإلهي المفارق، ومن حيثُ المبنى للأصل الخلقي المادّي غير المفارق، فهي بهذا من النّوع المزدوج، وبذلك يكون نوع التّضامر المناسب لها هو التّضامر الّذي نسميه التّضامر المشترك (ذاتي لا ذاتي). 

* ولأنّ التّمايز حاد بين ما هو مفارق ولا مفارق؛ إذ الأصل أن يبقى المفارق مفارقًا واللامفارق لا مفارقًا؛ فإنّ لكل منهما قاعدة استدلال خاصّة بها، كما مبين في الجداول وأيضًا كما سيتّضح في الأمثلة والتّطبيقات.

* بالنسبة للمرتبة الإلهية سبقها الزمني مفروغ منه لأنه مفارق، أما مرتبة القرآن فالسبق الزمني مزدوج، أي أنّه (مفارق لا مفارق).

* في حالة كان التّضامر بين علمين من المرتبة نفسها، كأن يكون بين الفيزياء والكيمياء في العلوم الطبيعية أو بين فلسفة القيم وفلسفة الوجود في العلوم الفلسفية أو بين علم الشريعة وعلم الحقيقة في العلوم الروحية، فإن المعيار هنا هو التكافؤ، بمعنى ان كل منهما يصلح ان يكون مظهرا بالقوة نفسها، وفي الوقت نفسه كل منهما يصلح ان يكون مضمرا ايضا، لذا ليس من فرق في تقديم أحدهما على الآخر، وعلى هذا فالتناسب يكون طرديا دائما. وكما مذكور في المجالات من
(10 – 14).

* تنطبق قواعد الاستدلال اللاذاتي على علاقة التّضامر المشترك (ذاتي لا ذاتي)؛ وذلك لأنّه في النّهاية بين مرتبتين من مراتب التّضامر. فمثلًا:

[(أ ı| لا أ) ı|ı ب] ← د عبارة عن علاقة تضامر لا ذاتي بين المرتبتين: (أ) و (ب).

* ملاحظات ضروريّة حول تركيب الدّلالة ضمن قواعد الاستدلال:

أوّلًا: تضامر موضوعي عكوس الدّلالة تعمل في الوقتِ نفسه على الطّرفين بالشّكل:

أ ı|ı ب ← د

وهذه الصّيغة تعني مجموع الوضعين:

أ ı|ı ب ← د أ            و       أ ı|ı ب ← د ب

فكأنّنا نقول:

إنّ (أ) تدلّ على وجود أو تكشف مجهول (ب)

وإنّ (ب) تدلّ على وجو أو تكشف مجهول (أ)

والصّيغة النهائيّة هي اجتماع العلاقتين معًا في صيغة واحدة هي:

أ ← د أ ı|ı ب ← د ب

أو:

أ ı|ı ب ← د (أ ب)

أو:

أ ı|ı ب ← أ ب

ثانيًا: تضامر موضوعي لا عكوس، الدّلالة تعمل على أحد الطّرفين دون نفي لإمكانيّة عملها على الطّرفين معًا.

أ ı|ı ب ← د أ            أو      أ ı|ı ب ← د ب

ويُمكن لأي من الصيغتين ان تكتب بالشكل:

أ ← د أ ı|ı ب            أو      أ ı|ı ب ← د ب

وكأنّنا نقول:

إنّ (أ) بدلالة تابعة للمرتبة (أ) تدل على وجود أو تكشف مجهول (ب).

أو إنّ (ب) بدلالة تابعة للمرتبة (ب) تدل على وجود أو تكشف مجهول (أ).

اشتقاق قواعد الاستدلال

فيما يأتي تلخيص لآليّة اشتقاقنا لقواعد الاستدلال من مراتب التّضامر الخمس، وطبيعة علاقاتها مع بعضها بعضًا، وكما مبين في الآتي:

لمّا كان كلّ من (أ) و (ب) يمثلان مرتبتان من مراتب التّضامر على التّتابع.

ولمّا كان كلّ منهما يتضمّن احتمالي المعلوم والمجهول في آن.

فإنّ كلّ منهما ينضوي على الاحتمالين معًا، وكما مبين في الآتي:

أ =     = أ =  ، حيث إنّ:

(ع أ) = ما هو معلوم من مرتبة (أ) بدلالة محدّدة.

(ج أ) = ما هو مجهول من مرتبة (أ) بالدّلالة المحدّدة ذاتها.

وبالمثل:

ب =  ، حيث إنّ: (ع ب) = معلوم ب. (ج ب) مجهول ب.

فإذا كانت علاقة التّضامر اللاذاتي تُصاغ بالشّكل:

أ ı|ı ب ← د

فإنّ التّعويض يعطينا الصّيغة:

 ‡  ←

حيث إنّ: (‡) تعني أو تقرأ؛ يكشف تضامريًّا، أو يضمر الدّلالة على.

ولمّا كنّا نعلم أنّ الدّلالة قد تكون منسوبة لأي من المرتبتين، فإنّ الصّيغة تُصبح بالشّكل:

 ‡  ←   حيث أن:

(د أ) = الدّلالة المحدّدة من حيث نسبتها للمرتبة (أ).

(د ب) = الدّلالة المحدّدة من حيث نسبتها للمرتبة (ب).

من الواضح هنا أنّ:

 = المُظهر + المُضمر (أي حالة التّضامر لمرتبة ما)؛ لذا لا إشكال إذا ما كُتبت بالشّكل:

 حيثُ إنّ: (ظ) = المُظهر، (ض) = المُضمر

وهذا يعني أنّنا حين نكوّن علاقة تضامر بين مرتبتين فإنّ ما نقوم به هو مواجهة المرتبة الأولى في حال تضامرها مع المرتبة الثّانية في حال تضامرها أيضًا؛ ولهذا ففي قراءتنا لصيغة العلاقة نقول: معلوم أحدهما يكشف تضامريًّا مجهول الآخر؛ إذ معنى الكشف التّضامري، هو أنّ مظهر أحدهما يبيّن ما يُضمره الآخر.

ثمّ، ولمّا كان مبدأ التّضامر ينصّ على أنّ المُضمر هو الاحتمالات الممكنة؛ فإنّنا نرمز لذلك بالرّمز: (ح + 1). حيثُ إنّ: (ح) يرمز للاحتمال الممكن، (+1) يرمز للاحتمال الإضافي الّذي يُمكن توقّعه مستقبلًا. ووفقًا لذلك يُمكن تصبح الصّيغة المذكورة آنفًا بالشّكل:

 ‡ ←

وهذه الصّيغ يُمكن اختصارها بالشّكل:

[  ‡ ←  ] +1

أو: [  ‡ ← د] +1  

آليّة العمل في العلاقات التضامريّة

(1) لنفترض أنّ لدينا سؤالًا من قبيل: هل العالم قديم؟

ما علينا عمله بادئ ذي بدئ هو أن نتساءل: ما العلوم أو المعارف الّتي تتناول الإجابة عن مثل هذا السّؤال؟ من المعلوم أنّ كلًّا من الفيزياء والفلك والنّصوص الدّينيّة النّقليّة والكلاميّة الأخرى الكشفيّة، والفلسفة أيضًا؛ جميعها وربّما غيرها، يتصدّى لمثل هذا السّؤال.  هنا علينا أن نُحدّد في أيّ من هذه العلوم والمعارف نريد الإجابة التّضامريّة؟ وعلينا –أيضًا- أن نُحدّد فيما إذا أردنا معرفة التوقّع التّضامري في علمٍ وحيدٍ بذاته أو بين علمين أو أكثر.

ما نقوم به في هذه الخطوة هو وضع الدّلالة المحدّدة، وهي هنا اختيار العلم (أو أكثر) الّذي ستُصاغ علاقة التّضامر وَفقًا له.

(2) بعد اختيار العلوم ولنفترض هنا أنّها علمي: التصوّف والفيزياء؛ فإنّ ما علينا فعله هو النّظر إلى (جدول تصنيف العلوم) لمعرفة المرتبة الّتي ينضوي كلّ منهما فيها.  وعند النّظر إلى الجدول سنجد أنّ التصوّف ضمن المرتبة الإلهيّة والفيزياء ضمن مرتبة الطّبيعة، وهكذا تحدّدت المراتب.

(3) ممّا يُستفاد من معرفة المراتب، هو تحديد من السّابق ومن اللاحق في صياغة العلاقة التضامريّة، ولمّا كانت قواعد التّضامر تنصّ على أنّ المرتبة الإلهيّة تأخذ القيمة (أ) أو السّابقة دائمً؛ فإنّ مرتبة الطّبيعة ستأخذ القيمة (ب) أو اللّاحقة. ومن هذا التّرتيب نعلم أنّنا سنضعُ علم التصوّف أوّلًا ثمّ الفيزياء تاليًا.

(4) لمّا علمنا أنّهما من مرتبين لا متماثلتين، فهذا يعني ما يأتي:

أ. إنّ التّضامر من النّوع اللاذاتي.

ب. إنّ التّضامر من النّوع العكوس.

لهذا يجب أن نضع رمز التّضامر العكوس بينهما وهذا هو (ı|ı)، لتكون الصيغة:

     أ ı|ı  ب ←   د

التصوف ı|ı الفيزياء ← قدم العالم

(5) لمّا قلّنا إنّ التّضامر عكوس، فإنّ الدّلالة المحدّدة وهي هنا (قدم العالم) يُمكن أن تكون تبادليّة، فكأن الأصل في العلاقة الصّيغ الآتية:

     أ ı|ı  ب ←   د أ

     أ ı|ı  ب ←   د ب

ما ينتج من حاصل جمع الدّلالتين هو:

     أ ı|ı ب ←   دأ، دب

(6) بعد هذا علينا أن نعرف مجال العلاقة لتحديد قاعدة الاستدلال في طريقة قراءة الأفكار واستخلاص النّتائج. ولمعرفة المجال نرجع إلى (جدول قواعد الاستدلال) وفيه نجدُ أنّ تسلسل المجال يقع في المرتبة الأولى (1)، وصيغته: [الألوهيّة←الطّبيعة].

(7) نحن نعلمُ أنّ لكل مجال ثلاث قواعد استدلال، وكما وضحنا سابقًا، فإنّ الغاية من قاعدة الاستدلال هو معرفة فيما إذا كان طريقة التّفكير ستكون بين العلمين ذات تناظر طردي أو ستكون ذات تناظر عكسي. إنّ اختيار القاعدة يتحدّد بما يُتاح لدينا معلومات سابقة ومدى يقينيّة المعلومات أو دقّتها، أو فيما إذا كانت المعلومات غير مُتاحة في أحد العلمين. 

هنا يجبُ طرح التّساؤل الآتي: هل يملك التصوّف إجابة معيّنة؟ إن كانت الإجابة: نعم، فهذه تأخذ الرّمز (ع أ) وإن كانت الإجابة: لا، فهذه تأخذ الرّمز (ج أ). وذات التّساؤل يُطرح على الفيزياء.

كما نعلم فإنّ التصوّف لديه إجابة عن مثل هذا السّؤال؛ لذا يأخذ الرّمز (ع أ)، وفي الوقتِ نفسه فإنّ الفيزياء لديها نظريّات معيّنة حول الإجابة، وهذا يعني أنّها تأخذ الرّمز (ع ب).

وحين ننظر إلى (جدول قواعد الاستدلال) نجدُ أنّ القاعدة الّتي تتضمن قيمتين معلومتين هي القاعدة بالرّقم (1). وصيغتها:

  ع أ ‡ ع ب ← دأ، دب

(8) كما قلنا فإنّ ما يهمنا من معرفة قاعدة الاستدلال هو ما مقترن بها من تناسب، وكما واضح من الجدول فإنّ التّناسب طردي بينهما. وما يعنيه هذا التّناسب هو أنّ الأفكار ينبغي أن تسير في طريق تناظري تشابهي وليس تعاكسي أو تخالفي.

(9) هناك اشتراط أخير في قراءة العلاقات التضامريّة وهي القيم الثّلاثة: (بلا – لا مفارق – مفارق) وهذه تؤخذ من الجدول مع قاعدة الاستدلال وتناسبها، ومعنى هذه القيم ما يأتي:

أ. مفارق: قيمة ترمز إلى أنّ نتائج العلاقة معلومات إيمانيّة غيبيّة بحتة وليست ماديّة، أي: لن يلمس لهكذا معلومة مصداق خارجي وإنّما مصاديق قلبيّة أو وجدانيّة أو ذاتيّة.

ب. لا مفارق: قيمة ترمز إلى نتائج العلاقة ستكون ماديّة، أي: سيلمس لها مصداق خارجي موضوعي، وليس مقتصر على التصديق الإيماني الغيبي.

ج. بلا: قيمة تعني أنّ العلاقة ليست على صلة بالجانب الإيماني.

إنّ هذا ما نحتاج إليه من معلومات لصياغة أي علاقة تضامر واستنتاج المعرفة منها. ولتنظيم المعطيات المساعدة للصّياغة، يُمكن الاستفادة من جدول المعطيات المبين في الآتي:

السّؤال يكتب هنا الموضوع اوالسؤال المراد دراسته
التّصنيف  أ يكتب هنا تسلسل العلم الأول واسمه والمرتبة الّتي ينتمي لها
ب يكتب هنا تسلسل العلم الثاني واسمه والمرتبة الّتي ينتمي لها
النّوع (ı|ı) يكتب هنا نوع التّضامر فيما إذا كان لا ذاتي
المجال (1) يكتب هنا تسلسل المجال ونوعه
القاعدة (3) يكتب هنا تسلسل قاعدة الاستدلال وصيغتها
التّناسب يكتب هنا فيما إذا كان عكوس أو لا عكوس، كما يكتب فيما إذا كان مفارق أو لا أو بلا
المعطيات ج أ يكتب هنا معطى الأول
ع ب يكتب هنا المعطى الثاني
الصّيغة تكتب هنا صيغة علاقة التّضامر
النّتيجة * يكتب هنا ما يستخلص من الاحتمالات الممكنة.

* +1

 

أمثلة وتطبيقات

لتوضيح كلّ ما تقدم، سنأتي هنا على عدد من الأمثلة والتّطبيقات، ليتبيّن الأسلوب الّذي نراهُ الأمثل في الاشتغال بالتّضامر.  

مثال حول المجال: [الألوهيّة ← الطّبيعة]

السّؤال هل سمع الله وبصره مثل السّمع والبصر في الكائنات الحيّة؟
التّصنيف  أ علم الكلام من مرتبة الألوهيّة
ب علم الأحياء من مرتبة الطّبيعة
النّوع (ı|ı) تضامر لا ذاتي لا عكوس
المجال (1) [الألوهيّة ← الطّبيعة]
القاعدة (3) جأ ‡ ع ب← دب
التّناسب عكسي -بلا
المعطيات ج أ لا نعلم هل سمع الإله مثل سمع الكائنات الحية أو لا.
ع ب نعلم معظم طرائق السمع والبصر في الكائنات الحية.
الصّيغة الصّفات الإلهية ı|ı صفات الكائنات الحيّة ← السّمع والبصر
النّتيجة * لما كان التناسب عكسي، فإن ما في المعطى الثاني لا يماثل ما في المعطى الأول، لأنه سيكون نظير لا تشابهي، وهذا يعني انه ووفق هذه الدّلالة فإن سمع الإله وبصره لا يماثل شيئا من سمع الكائنات الحية ولا بصرها.

*+1

مثال حول المجال: [الألوهيّة ← الإنسان]

السّؤال هل يصح وصف الإله بأنّه عاقل؟
التّصنيف  أ علم الكلام من مرتبة الألوهيّة
ب الفلسفة من مرتبة الإنسان
النّوع (ı|ı) تضامر لا ذاتي لا عكوس
المجال (2) [الألوهيّة ← الإنسان]
القاعدة (3) ج أ ‡ ع ب ← د ب
التّناسب عكسي -بلا
المعطيات ج أ عدم التّحقّق من صحّة وصف الله تعالى بالعاقل.
ع ب التّحقّق من صحّة وصف الإنسان بالعاقل.
الصّيغة الله ı|ı الإنسان ← العقل
النّتيجة * لمّا كان التّناسب عكسي فإنّ الإله ليس بعاقل، وربّما يكون هذا سبب لعدم وصف الإله نفسه بالعقل، وإن كان خالقًا له، وقد تُثير هذه المسألة إشكاليّات عديدة منها: كيف يخلق العقل ما ليس بعاقل؟ وربّما تكون الإجابة (الله أكبر) والعقل مجرّد شيء من أشياء لا تُحصى بإمكان الإله أن يخلقها إن لم يكن قد خلقها بالفعل. وقد يكون تشبيه الحاسوب بالعقل الإنساني، وكيف أنّه ومع نظامه ودقّته أدنى بكثير من العقل الإنساني، بل العقل الإنساني قادر على أن يبتكر عقول حاسوبيّة ذات أنظمة مختلفة، ولو كان للحاسوب وعي، أما كان سيستغرب كيف لا يكون من صنعه رقميًّا ومنظمًا مثله؟

* +1

 

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← الطّبيعة]

السّؤال هل توجد عوالم متعدّدة؟
التّصنيف  أ الرّياضيّات من مرتبة الطّبيعة
ب الفيزياء الفلكيّة من مرتبة الطّبيعة
النّوع (ı|ı) تضامر لا ذاتي عكوس
المجال (11) [الطّبيعة ← الطّبيعة]
القاعدة (3) ج أ ‡ ع ب ← دأ، د ب
التّناسب طردي – بلا
المعطيات ج أ تنصّ المعادلات الرّياضيّة على وجود عوالم متعدّدة.
ع ب لا يوجد في الفيزياء الفلكيّة ما يثبت ذلك.
الصّيغة الرّياضيّات ı|ı الفيزياء الفلكية ← العوالم المتعدّدة
النّتيجة * لما كان التّناسب طردي، فهذا يضمر الدّلالة على إمكانيّة وجود متعدّد العوالم.

* +1

 

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← الإنسان]

السّؤال إذا افترضنا وجود نظير للشّحنات الكهربائيّة وهي الشّحنات النّفسيّة، فما هو المتوقّع الحصول عليه من هذه العلاقة؟
التّصنيف  أ الفيزياء من مرتبة الطّبيعة
ب الاجتماع من مرتبة الإنسان
النّوع (ı|ı) تضامر لا ذاتي عكوس
المجال (4) [الطّبيعة ← الإنسان]
القاعدة (1) ع أ ‡ ع ب ← دأ، د ب
التّناسب طردي – بلا
المعطيات ج أ الشحنات الكهربائيّة
ع ب ردود الأفعال المشحونة عاطفيًّا
الصّيغة الفيزياءı|ı الاجتماع ← الشّحنة
النّتيجة * لما كانت الشحنات الكهربائية تميل للتركز والتمركز في المناطق الحادة في أية منظومة مشحونة، فإنّ ذلك يضمر الدّلالة على أن عوامل الشحن والاستقطاب في المنظومات الاجتماعية وما شابهها تميل للتركز والتمركز في المواقع التي يتواجد فيها الحادي الطباع والمزاج من أفرادها ([1]).

* في حالة وجد أشخاص مشحونين ولكنّهم ذوي طباع هادئة فهذا يضمر الدّلالة على إمكانيّة حصول الاستقطاب في الشّحنات الكهربائيّة في غير المناطق الحادّة.

* في حالة معرفتنا الطّرائق الّتي يُمكن إزالة الشّحن الكهربائي المستقطب في المناطق الحادّة؛ فإنّ نظير تلك الطّرائق يُمكن توقّع إمكانيّة اكتشافه لإزالة الاستقطاب في الحالة الاجتماعيّة، وبالعكس.

* +1 

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← الإنسان]

السّؤال ما المتوقّع من إقامة علاقة تضامر بين بعض المركبات العضويّة المعقّدة وبعض المشكلات الاجتماعيّة المعقّدة بدلالة التحلّل ([2])؟
التّصنيف  أ الكيمياء من مرتبة الطّبيعة
ب الاجتماع من مرتبة الإنسان
النّوع (ı|ı) تضامر لا ذاتي، عكوس
المجال (4)  [الطّبيعة ← الإنسان]
القاعدة (2) ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب
التّناسب طردي – بلا
المعطيات ج أ بعض المركبات العضويّة المعقّدة تتحلّل بفعل الزّمن.
ع ب لسنا واثقين أن المشكلات تتحلّل لوحدها مع مرور الزّمن.
الصّيغة الكيمياء ı|ı الاجتماع ← التحلّل
النّتيجة * لما كان التّناسب طرديًّا؛ فإنّه من المتوقّع أن تتحلّل بعض المشكلات الاجتماعيّة المعقّدة بفعل الزّمن، كفعل مناظر لتحلّل المركبات العضويّة.

* إذا كان هناك عوامل مساعدة تُساعد على التحلّل العضوي فهذا يضمر الدّلالة على وجود النظير الّذي يساعد على حل المشكلات الاجتماعيّة بوجهٍ أسرع.

* إذا كانت بعض المشكلات الاجتماعيّة المعقّدة لا تنحل وحدها بمرور الزّمن فعلينا أن نفحص المركبات المعقّدة جيّدًا لأنّنا نتوقّع وجود ما لا يتحلّل لوحده أيضًا.

* +1

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← الإنسان]

السّؤال هل يُمكن أن نتنبأ بمستقبل الحالة الجويّة؟ وإلى أي مدى سيكون تنبؤنا ذلك دقيقًا؟ وهل تواجهنا حالات من تقلّب الطّقس غير متوقّعة؟ أقم علاقة تضامر مع علم النّفس بدلالة مزاج النّفس الإنسانيّة، واذكر التوقّعات المحتملة.
التّصنيف  أ المناخ من مرتبة الطّبيعة
ب علم النفس من مرتبة الإنسان
النّوع (ı|ı) تضامر لا ذاتي – عكوس
المجال (4) [الطّبيعة ← الإنسان]
القاعدة (2) ع أ ‡ ج ب ← دأ، د ب
التّناسب طردي – بلا
المعطيات ج أ إمكانيّة التوقّع القريب، ولا يُمكن توقع بعض التقلّبات.
ع ب لسنا واثقين من مزاج النفس الانسانية لا في التوقّع القريب ولا في التقلب.
الصّيغة المناخ ı|ı علم النفس ← التقلبات المتوقعة وغير المتوقعة
النّتيجة * لما كان التّناسب طرديًّا، فإنّ المتوقّع إمكانيّة التنبؤ بالحالة النّفسيّة القريبة دون البعيدة، مثل: المناخ، كما قد يصعب علينا توقّع التقلّبات المفاجئة.

* إن تمكّنا من ضبط أحدهما فالمتوقّع إمكانيّة ضبط الآخر.

* +1

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← الإنسان]

السّؤال قارن بين الجسيمات الذريّة والأجسام الإنسانيّة بدلالة التّرابطات فيما بينها.
التّصنيف  أ الفيزياء من مرتبة الطّبيعة
ب علم الاجتماع من مرتبة الإنسان
النّوع (ı|ı) تضامر لا ذاتي-عكوس
المجال (4) [الطّبيعة ← الإنسان]
القاعدة (1) ع أ ‡ ع ب ← دأ، دب
التّناسب طردي – بلا
المعطيات ج أ نعلم ان المادة تتكون من جسميات ذرية ترتبط مع بعضها بقوة تجاذب وتنافر معينه.
ع ب نعلم المجتمعات تتكون من اجسام الكائنات الحية، وهي ترتبط مع بعضها بقوى تجاذب وتنافر.
الصّيغة الفيزياء ı|ı علم الاجتماع ← طبيعة الترابطات
النّتيجة بما ان التناسب طردي عكوس، فهذا يعطينا تصور عن الاحتمالات الممكنة ادناه:

* كما ان الذرة لا تخلو من تجاذب وتنافر في بنيتها فإن ذلك يضمر الدّلالة على أن الانسان لا يخلو من قوى الحب والكره ف يداخله.

* كما ان قوى الحب والكره في الانسان ليست منضبطة رياضيا بل هي سياله فإن ذلك يضمر الدّلالة على ان في الذرة مايناظر ذلك نسبانويا.

* +1

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← القرآن]

السّؤال هل يُمكن أن يصل التقدّم العلمي لنقل الأشياء بسرعة الضّوء كما نراه في أفلام الخيال العلمي مثلًا؟
التّصنيف  أ ميكانيكا الكم من مرتبة الطّبيعة
ب الآية من مرتبة القرآن
النّوع (ı|ı) تضامر ذاتي لا ذاتي – عكوس
المجال (7) [الطّبيعة ← القرآن]
القاعدة (6)

(9)

ج أ ‡ ع ب ← دأ، د ب

ج أ ‡ ع ب ← دأ، د ب

التّناسب (6) طردي – لا مفارق، (9) عكسي – مفارق
المعطيات ج أ ليس مؤكّدًا إمكانيّة نقل الأشياء في ميكانيكا الكم، والحديث مقتصر على نقل المعلومات.
ع ب يؤكّد القرآن الكريم إمكانيّة حدوث مثل هذا النّقل للأشياء الحيّة وغير الحيّة كما في قصّة نقل عرش بلقيس بما فيه وبسرعة لحظيّة.
الصّيغة ميكانيكا الكمı|ıآية قرآنية←نقل الأشياء بسرعة خاطفة
النّتيجة * بالنسبة للاحتمال المقترن بالقاعدة (6) لما كان التناسب طردي، فإن المتوقع أن العلم سيصل الى تقنية تمكن من نقل الأشياء الحية وغير الحية بسرع خاطفة، وتكون في آلية عملها مناظر للأخبار القرآني.

* بالنسبة للاحتمال المقترن بالقاعدة (9) لما كان التناسب عكسي، فإن المتوقع ان العلم لن يصل اطلاقا الى مطابقة ما جاء في النص القرآني لأن وصوله يعني انه سيستطيع التعامل مع الجانب الروحي بشكل مباشر، وبحسب هذه القاعدة في الاستدلال فذلك غير ممكن.

* +1

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← القرآن]

السّؤال ماذا بشأن انشقاق القمر؟
التّصنيف  أ علم الفلك من مرتبة الطّبيعة
ب آية قرآنية من مرتبة القرآن
النّوع (ı|ı) ذاتي لا ذاتي – لا عكوس
المجال (7) [الطّبيعة ← القرآن]
القاعدة (5) ع أ ‡ ج ب ← دأ، دب
التّناسب طردي – لا مفارق
المعطيات ع أ لم ينشق القمر
ج ب انشق القمر
الصّيغة الفلك ı|ı نص قرآني ←آية قرآنية {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} ([3]).
النّتيجة * لما كان العلم لم يكتشف ادلة تثبت انشقاق القمر ماديا، فهذا يضمر الدّلالة على ان تأويل الآية هو: سينشق القمر عند اقتراب الساعة، ولما لم ينشق بعد، فالساعة ليست بقريبة الى تلك الدرجة التي قد يتصورها البعض.

* من جهة ثانية لما كان الانشقاق تحصيل حاصل مستقبلا (حتمي) بدلالة الآية، فإن ذلك يضمر الدّلالة على ان العلم سيتوقع ذلك في المستقبل. هذا يعني إمكانية توقع اقتراب الساعة التي نصت عليها الآية.

* +1

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← القرآن]

السّؤال هل توجد كائنات حية مادية أخرى غيرنا في الكون؟
التّصنيف  أ الفيزياء الفلكية من مرتبة الطّبيعة
ب آية قرآنية من مرتبة القرآن
النّوع (ı|ı) ذاتي لا ذاتي – لا عكوس
المجال (7) [الطّبيعة ← القرآن]
القاعدة (6) ج أ ‡ ع ب ← دأ
التّناسب طردي – لا مفارق
المعطيات ج أ لم تكتشف حياة في مكان آخر في الكون لحدّ الآن
ع ب إشارة إلى وجود حياة ماديّة أخرى في الكون
الصّيغة الفيزياء الفلكية ı|ı نص القرآن ← الآية {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَابَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ }([4]).
النّتيجة * التوقّع انه سيكتشف العلم دلائل تشير إلى وجود تلك الحياة في مكان آخر في الكون.

* +1

 

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← القرآن]

السّؤال هل توجد كائنات حية غير مادية كالملائكة او الجن؟
التّصنيف  أ علم الأحياء من مرتبة الطّبيعة
ب آيات قرآنية من مرتبة القرآن
النّوع (ı|ı) ذاتي لا ذاتي – لا عكوس
المجال (7) [الطّبيعة ← القرآن]
القاعدة (7) ع أ ‡ ع ب ← دب
التّناسب عكسي مفارق
المعطيات ج أ لا توجد مثل هذه الكائنات مطلقًا
ع ب توجد مثل هذه الكائنات يقينًا
الصّيغة علم الأحياء ı|ı نصوص قرآنيّة ← الآية {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ}([5]).
النّتيجة * بما أن التناسب عكسي، فإن يقين النص القرآني يثبت الاطلاق العلمي للنفي، ما يعني ان العلم لن يتوصل مستقبلا الى اثبات وجود مثل تلك الكائنات.

* 1

مثال حول المجال: [الطّبيعة ← القرآن]

السّؤال هل تتكوّن الرّوح من أجزاء مترابطة كالأجسام؟
التّصنيف  أ علم الفيزياء من مرتبة الطّبيعة
ب آيات قرآنيّة من مرتبة القرآن
النّوع (ı|ı) ذاتي لا ذاتي – لا عكوس
المجال (7) [الطّبيعة ← القرآن]
القاعدة (8) ع أ ‡ ج ب ← دب
التّناسب عكسي – مفارق
المعطيات ج أ نعلم ان مكونات المادة ذرات (اجزاء) مترابطة
ع ب لا نعلم ان كانت كذلك او لا
الصّيغة علم الفيزياء ı|ı القرآن الكريم ← مكونات البنية الماديّة للكائنات الحيّة
النّتيجة * بما ان التناسب عكسي، فهذا يضمر الدّلالة على ان مكونات البنية الروحية ليست أجزاء مترابطة مثل ترابط البنية المادية بل هي لامثيلها وقد تكون كتل سيالة لا أجزاء لها.

* +1

 

مثال حول المجال: [القرآن ← التكنولوجيا]

السّؤال هل ستصل التكنولوجية يومًا إلى تقنية النّقل اللّحظي أو الآني أو أسرع من سرعة الضّوء؟
التّصنيف  أ آيات قرآنيّة من مرتبة القرآن الكريم
ب تقنيات وسائل النّقل من مرتبة التكنولوجيا
النّوع (ı|ı) ذاتي لا ذاتي – لا عكوس
المجال (9) [القرآن ← التكنولوجيا]
القاعدة (5) ع أ ‡ ج ب ← دأ
التّناسب طردي – لا مفارق
المعطيات ج أ نقلت أجسام ماديّة بسرعة أسرع من سرعة الضّوء.
ع ب لم تكتشف هذه التقنية بعد.
الصّيغة القرآن الكريم ı|ı التكنولوجيا ← آية قرآنية {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْل َأَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}([6]).
النّتيجة * لأن التناسب طردي، فهذا يضمر الدّلالة على إمكانية اكتشاف تقنية تكنلوجية قادرة على نقل الأشياء والاجسام الحيّة بسرعات خاطفة.

* +1

مثال حول المجال: [القرآن ← التكنولوجيا]

السّؤال هل يُمكن التحكّم بالنّار بحيث يصبح بالإمكان أن تحرق أشياء ولا تحرق أشياء أخرى بحسب برمجتهما مثلًا أو طريقة معالجتها؟
التّصنيف  أ آيات قرآنيّة من مرتبة القرآن الكريم
ب الفيزياء أو الكيمياء الحراريّة من مرتبة التكنولوجيا
النّوع (ı|ı) ذاتي لا ذاتي – لا عكوس
المجال (9) [القرآن ← التكنولوجيا]
القاعدة (5) ع أ ‡ ج ب ← دأ
التّناسب طردي -لامفارق
المعطيات ج أ تكنلوجيا لم تبتكر مثل هذه التقنية بعد.
ع ب نصّ القرآن عليها كمعجزة.
الصّيغة القرآن الكريم ı|ı التكنولوجيا ← آية قرآنية {قُلْنَا يَانَارُ كونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}([7]).
النّتيجة * بما ان التناسب طردي، فهذا يعني انا لآية القرآنية تضمر الدّلالة على تمكن التقنيات التكنولوجية من تطوير اكتشاف خصائص في المادة او حالات يمكن من خلالها التحكم في خواص الإحراق بحيث تصبح مزدوجة أو أكثر.

* +1


[1]– مستفاد من منشور للدّكتور محمد النّمر في الفيسبوك.

[2]– مستفاد من منشور للدكتورمحمد النمر في الفيسبوك.

[3]– [القمر: 1].

[4]– [الشورى: 29].

[5]– [الحجر: 27].

[6]– [النمل: 40].

[7]– [الأنبياء: 69] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *